يعتبر الإطار النظري بمثابة العمود الفقري المكون للبحث العلمي، والذي يربط بين أركانه ونظرياته المختلفة، فُيدون وفقًا لمنهج علمي محدد، كي ينتج عنه في النهاية بحث علمي تتوافر فيه كافة الشروط الأكاديمية، وليس مجرد جمل متراصة تخلو من أي فائدة علمية.
سنتعرف في مقالنا هذا على الإطار النظري في البحث العلمي وأهم شروطه وخطوات كتابته.
تعريف الإطار النظري في البحث العلمي
يُعرف الإطار النظري في البحث العلمي بأنه تلك الطريقة التي يتناول بها الباحث بحثه ونظريته، فيوضح فيها الباحث ما اعتمد عليه من مفاهيم ونظريات في بحثه.
فضلًا عن فرضيات الباحث في تفسير مشكلة البحث أو الظاهرة المراد دراستها.
كما يضم أيضًا أهمية النقطة البحثية في نظر الباحث، هذا بالإضافة إلى السبب الذي دفعه لاختيارها، فضلًا عن هدفه من هذه الدراسة، بالإضافة إلى المنهج العلمي المُتبع فيها.
يحتوي الإطار النظري أيضًا على الدراسات السابقة التي تناولت النقطة البحثية، وإلى أين توقفوا في دراستها،
فضلًا عما الذي أغفلته تلك الدراسات، وسيضيفه الباحث ببحثه.
يمنح الإطار النظري صورة كاملة عن البحث وما يضم من نظريات وافتراضيات،
وبالتالي يربط بين كافة أجزائه، هذا ما يثرى البحث العلمي والمعرفة.
يمكنك أن تقرأ أيضا: بحث كامل عن الأمن السيبراني من موقع توبرز
شروط كتابة الإطار النظري في البحث العلمي
كي يتمكن الباحث من صياغة إطار نظري ذي فائدة، يجب أن يحتوي على بعض الشروط، والتي تتلخص في الآتي:
- أن يكون الإطار النظري متماشيًا مع موضوع البحث، ومعبرًا عنه، فلا يكون أي منهما بمنأى عن الآخر.
- عرض الإطار النظري لمشكلة البحث بدقة، فضلًا على تحديد الباحث لأهمية ما يرغب في التوصل إليه من نتائج ستعود بالنفع على البحث العلمي.
- يتضمن الإطار النظري للبحث العلمي كافة جوانب وأجزاء البحث، فيمكن تتبع من خلاله كافة الخطوات والمراحل التي اتبعها الباحث طوال بحثه.
- أن يحتوي الإطار النظري على كافة المصطلحات والنظريات التي توضح للقارئ كافة جوانب الدراسة، وبالتالي يتمكن من استيعاب موضوع البحث بكافة جوانبه.
- يتوجب على الباحث أن يحدد حدود دراسته، فلا يتعدى حيز الدراسة، ولا يتجاوزها إلى نقاط فرعية لا تخدم هدف البحث.
- احتواء الإطار النظري للبحث على المراجع التي اعتمد عليها الباحث في دراسته.
- يتوجب أن يعرض الإطار النظري الدراسات السابقة المتصلة بموضوع البحث، إضافة إلى الطريقة البحثية التي اعتمدت عليها تلك الدراسات، كي يتحدد بوضوح دور الباحث وتأثيره في هذا التخصص.
أهمية الإطار النظري في البحث العلمي
يُنظر للإطار النظري باعتباره عنصر أساسي في الدراسة، نظرًا لما يقوم به من دور في بناء الهيكل العام للدراسة،
وتوجيهها بما يفيد موضوع تخصصه.
يعرض الباحث في هذا الإطار هدفه من البحث وما المتغيرات التي سوف يدرسها،
هذا ما يوجه البحث نحو الهدف المطلوب دون الحياد عنه لأي اتجاه آخر،
وبالتالي يتمكن الباحث من تحقيق الهدف الأساسي والمنشود من بحثه.
يدفع الباحث لصياغة الفرضيات التي سيختبرها بالتجربة في بحثه، ليتأكد من مدى صحتها، هذا فضلًا على تحديده للمنهج المتبع في الدراسة.
كما يساعد أيضًا على عرض النتائج النهائية للبحث وتفسيرها، والتأكد من مدى اتفاقها مع أهداف البحث.
مكونات الإطار النظري
كي تتمكن من صياغة إطار نظري أكاديمي يخدم بحثك العلمي، عليك أن تحرص على تواجد عدد من المكونات الرئيسية به.
إليك أهم مكونات الإطار النظري في البحث العلمي، والتي تمثل خطوات صياغته:
1. أهمية الدراسة
لا يستقيم الإطار النظري دون تحديدك لأهمية بحثك، والتي تتحدد وفقًا لإجابة سؤال واضح:
ما الذي ستضيفه للبحث العلمي، وما الجديد الذي سيعود بالنفع على تخصصك؟
إن كتابة أهمية الدراسة يتلخص في كتابة أفكارك الجديدة المتعلقة بالمشكلة البحثية، بالإضافة إلى ما ستصل إليه من نتائج، ثم هل تلك النتائج والحلول قابلة للتطبيق.
2. أهداف الدراسة
يخلط البعض في الكتابة بين أهمية وأهداف الدراسة، ولكن تتلخص خطوة أهداف الدراسة في تحديد أفكار الباحث حول الموضوع،
وما نتائجه المتوقعة منه.
حيث يتوجب عند صياغة أهداف الدراسة أن تكون واضحة للجميع، كما تخلو من أي مصطلحات غير مفهومة لعامة القراء.
3. منهجية الدراسة
من أهم شروط كتابة الإطار النظري في البحث العلمي أن يتضمن المنهج المتبع في الدراسة والذي اختاره الباحث، كي تتلائم خصائصه ومزاياه مع موضوع البحث.
فيوضح الباحث الطرق التي اتبعها في جمع المعلومات، فضلًا على تصنيفها وتحليلها من خلال الاعتماد على الإحصائيات.
تتنوع المناهج العلمية فتشمل:
- المنهج الوصفي: يعتمد هذا المنهج على الوصف الكامل للظواهر، فيُلائم الدراسات الاجتماعية التي تعتمد على تتبع مجتمع ما على مدى فترة معينة.
- المنهج التاريخي: يهدف هذا المنهج إلى العودة إلى أصل الظاهرة، فضلًا على تحديد كل ما يتعلق بها قديمًا، إضافي إلى مدى تأثيره عليها في العصر الحالي، فيصل إلى حلول جديدة للظاهرة.
- المنهج التجريبي: يلائم هذا المنهج طبيعة البحث العلمي، حيث يصل من خلاله الباحث إلى نتائج مؤكدة لمشكلته البحثية اعتمادًا على التجربة العملية.
4. الفرضيات والمتغيرات
يجب أن يحتوي الإطار النظري على الفرضيات والمتغيرات الخاصة بالبحث، والتي يكتبها الباحث بوضوح.
حيث يشترط أن تكون قابلة للقياس، كي يتمكن من إثباتها على مدار البحث.
5. الدراسات السابقة
يذكر الباحث خلال تلك الخطوة الدراسات السابقة المرتبطة ببحثه، حيث يحدد ما بلغته تلك الدراسات من أهداف، بالإضافة إلى مقدار توافقه أو تعارضه معها،
كي يتعرف القارئ على تأثير الباحث في تخصصه من خلال أفكار وفرضيات ونتائج جديدة يصل إليها،
وليس مجرد تناول جهود من سبقوه.
ويتوجب أن يذكر الباحث الدراسات السابقة في المراجع وإن لم يقتبس منها شيئًا تماشيًا مع أخلاقيات البحث العلمي
التي تهدف لتجنب السرقات العلمية.
6. المصطلحات والاختصارات
يتوجب على الباحث أن يشير للمصطلحات والاختصارات المرتبطة بتخصصه التي ذكرها في البحث ضمن الإطار النظري.
هذا كي لا يواجه القراء من غير الباحثين صعوبة ما في قراءة بحثه.
كتابة الإطار النظري في البحث العلمي من موقع توبرز
يقدم موقع توبرز للخدمات الطلابية خدمة صياغة الإطار النظري طبقًا للشروط الأكاديمية المتعلقة بكتابته.
حيث يحرص فريق عملنا من الباحثين على اتباع كافة خطوات الكتابة، فيكتبون وفقًا لمواصفات كل تخصص.
كما يعتمدون على مراجع متخصصة لتحديد أهمية البحث وأهداف دراسته،
فضلًا عن تحديد المنهج العلمي المناسب للبحث وفقًا لطبيعة التخصص.
هذا بالإضافة إلى صياغة قائمة بالمراجع والدراسات السابقة التي ترتبط بموضوع التخصص، وفهم النتائج التي توصل إليها الباحثون ممن سبقوك،
لمساعدتك في تحديد هدفك من البحث ورؤيتك للمشكلة البحثية، وصياغة أفكارك حول الموضوع، وطريقة تناولك له.
يقدم لك موقع توبرز صياغة أكاديمية للإطار النظري مُدققة لغويًا وتخلو من أي أخطاء شائعة.
مما يزيد من قيمة الإطار النظري، فنحرص على الجودة والدقة في المقاوم الأول.
وختامًا كان هذا كل ما يتعلق بالإطار النظري في البحث العلمي الذي يعتبر بمثابة الهيكل الذي يربط بين مختلف أجزاء البحث العلمي سواء من حيث التعريف أو الشروط أو المكونات،
لتتمكن من صياغة إطار نظري أكاديمي سليم يساعدك في التعبير عن كل ما يتعلق بموضوع بحثك.
وبذلك تستطيع من خلاله التوصل إلى النتائج المرجوة من بحثك، فضلًا على تحديد حدود بحثك كي لا تتجاوزه لتفاصيل فرعية، فتحقق أهداف البحث مما يعود بالنفع على البحث العلمي.