كيف تقوم بعمل توثيق جيد لأبحاثك؟

توثيق المعلومات هي النقطة الفارقة والجوهرية بين المقال وبين البحث. فالأخير في حاجة لأن تحدد فيه مصدر كل معلومة. وهو ما يعرف بصفة عامة باسم التوثيق. ومن دونه يصبح بحثك قد نزعت منه صفة العلمية. بل ويتطور الأمر لما يعرف بأن هذا البحث مجرد ترهات وهراء.

وأي محكم أو مقيم للبحث العلمي الذي قد قمت به مهما كان التخصص الذي ينتمي إليه بحثك وتنتمي إليه دراستك سوف يمنحك درجة سيئة عليه وكذلك تقييما رديئا للغاية. وعليه ولأهمية توثيق الأبحاث الكبيرة، فقد قررنا أن يكون هذا المقال برمته عن تلك العملية الهامة والخطيرة التي تساهم بشكل مباشر في تكوين الأبحاث العلمية.

أهداف وأغراض أي بحث علمي

فقبل أن نتعرض لعملية التوثيق، لابد وأن نعرف أولا الأغراض أو الأهداف العامة لأي بحث علمي مهما كان. وذلك لكي نعي بشكل جيد أهمية توثيق هذا البحث. وهذه الأهداف والأغراض هي:

1- إثراء العلم الذي هو مجال البحث بما يقوم بإضافته من معلومات قام بإثبات صحتها أو قام باكتشافها.

2- إثبات فكرة أو نظرية معينة بالأدلة القوية والواضحة والعلمية.

3- إمكانية تطبيق ما قام البحث بإثباته في الحياة العملية.

تعريف التوثيق

يعرف التوثيق على أنه كتابة مصدر كل معلومة تمت كتابتها في البحث. على أن ذلك يتم بطريقة بعينها. ومن دون هذا التوثيق يصبح الكلام والمعلومات الموجودة داخل البحث مشكوك بها ولا يمكن الاعتداد بها. بل وتصبح التجارب الميدانية والمعملية التي قام بها الباحث وسجلها في بحثه حال وجودها غير مبنية على أساس سليم.

وبالتالي يصبح البحث برمته بلا أي قيمة علمية ولا يثري المعرفة الإنسانية بأي جديد. أي أن البحث في هذه الحالة لا يحقق الغرض والهدف الذي قد تم عمل هذا البحث من أجله.

كما أن أي محاولة لترجمة نتائج البحث بشكل عملية سوف تكون مجازفة لا يمكن القيام بها.

كيف يتم كتابة التوثيق داخل البحث؟

الجزء من البحث الذي تم الحصول عليه عبر مرجع علمي يتم وضع رقم فوقه. وفي نهاية صفحة البحث يكتب كل مما يلي: اسم مؤلف المرجع واسم المرجع نفسه والمطبعة وسنة الطبع وبلد الطباعة. ويتم وضع فاصل بين كل معلومة والآخرى.

على أن اسم المؤلف يكون بعده نقطتان فوق بعضهما البعض. هذا وتكتب أسماء المصادر في آخر صفحة من صفحات البحث وبالترتيب الأبجدي لأسمائها.

الفرق بين الكتابة العلمية والاقتباس العلمي

الفرق بين الكتابة العلمية والاقتباس العلمي

الكتابة العلمية هي تلك التي تكون مستندة على مجموعة من الأسس والمعلومات العلمية الموثقة. على أن هذا يتم بأسلوب الباحث نفسه. أما الاقتباس العلمي فيكون بنقل أجزاء من رسائل علمية وكتابتها في البحث كأن الباحث هو من كتبها.

وهو أمر ممنوع تماما. على أنه من الممكن أن يكون الاقتباس العلمي مسموح به في بعض الحالات كحالة المقالات الصحفية على سبيل المثال مع ضرورة ذكر ذلك.

الفرق بين وجهة النظر والتجربة والبحث العلمي

وجهة النظر:

فكرة أو رأي يتم كتابتها من واقع اعتقاد شخصي أو رؤية ذاتية تلعب في تكوينها العديد من العوامل، كالتنشئة الاجتماعية والدراسة والجيرة والجماعات الاجتماعية والايدولوجية وثقافة المجتمع ذاته، وسمات شخصية صاحب وجهة النظر هذه.

ووجهة النظر هذه يحاول صاحبها الدفاع عنها بسرد الأدلة العلمية والعملية التي تؤيدها إلا أن ذلك يتم دون توثيق علمي.

وغالبا ما يتم عرض وجهات النظر إما في وسائل الإعلام كالجرائد ومحطات الإذاعة والتلفزيون أو وسائل السوشيال ميديا كالفيس بوك وانستغرام ويوتيوب وغيرها.

كما أن وجهات النظر التي تثير اهتمام المجتمع هي عادة تلك الخاصة بالمشاهير. والمقصود بالمشاهير هنا ليس فقط أصحاب الإنجازات المفيدة. وإنما كذلك مشاهير الإجرام من الممكن أن تثير اهتمام المجتمع.

أيضا شهرة وجهات النظر لا ترجع للدرجة العلمية الخاصة بأصحابها. ووجهات النظر عموما تخضع للصواب والخطأ. ومن الممكن الاختلاف والاتفاق معها. كما يمكن تأييدها أو تفنيدها.

التجربة

هي حالة يمر بها الإنسان خلال فترة زمنية معينة من حياته. قد تكون هذه الحالة نفسية أو اجتماعية أو عملية. وقد يقوم من مر بتلك الحالة بتسجيلها دون تنظير. وقد تكون تلك التجربة جزءا من بحث علمي وقد تم تنظيرها.

وليس بالضروري أن يكون من مر بالتجربة هو نفسه من يقوم بتنظيرها. مثلا محمد شلبي كانت له تجربة خاصة بالتنمية المحلية إلا أنه لم يقم بتنظيرها. وقام بتسجيلها عالم آخر. كما أنه لا يشترط أن يقوم بتسجيل أي تجربة شخص على درجة علمية معينة.

البحث العلمي

عمل يتم وفق قواعد معينة ويتم توثيقه بذكر المصادر التي تم الاستعانة بها في جمع معلوماته. هذا البحث من الممكن أن يكون رسالة ماجستير أو دكتوراة. وغالبا ما يقوم على فكرة من تلك الفكرتين: إما فرضية معينة يفترضها الباحث ويسعى لإثباتها خلال البحث. وإما أن يتابع التجارب البحثية ويعرف نتائجها ويقوم بإيضاحها. والبحث العلمي يجب أن يقوم به إنسان على درجة علمية معينة أو قام بدراسة تخصص علمي معين.

مميزات الأبحاث الموثقة

1- معلومات موثوق بها ويسهل التأكد من مدى صحتها عبر الاطلاع على المصادر التي ذكرت في التوثيق.

2- الباحث يتحمل مسؤولية كل ما يكتبه في بحثه، وكتابة المصادر التي أخذ منها أجزاء بحثه، بنظام كل جزء مشار إلى المصدر الذي قد أخذ منه يقلل من هذه المسؤولية.

3- الباحث في بحثه يريد إثبات أمرا مجهولا أو التأكد من فرضية ما، والتوثيق يجعل الأمر أكثر سهولة مع كونه يبين أدلة عديدة تساعد في هذا الموضوع.

4- الابتعاد عن الذاتية والالتزام بالموضوعية. وهو ما يجعل البحث يمتاز بالحيادية كما أن هذا يجعل البحث لا يتم توجيه نتائجه بأي شكل من الأشكال.

اقرأ أيضًا: طريقة معرفة نسبة الاقتباس في البحث وأهم أنواع الاقتباس

نصائح لعمل توثيق بحثي بشكل جيد

1- من الضروري كتابة أسماء المصادر في صفحة البحث المخصصة لذلك وترتيبها بشكل أبجدي.

2- يتم كتابة أسماء المصادر في كل صفحة من صفحات البحث حسب الأجزاء التي أخذت من تلك المصادر.

3- الترتيب الخاص بكتابة معلومات كل مرجع والسابق ذكره أعلاه، من الضروري الالتزام به.

4- الاهتمام بعلامات الترقيم والمراجعة اللغوية والنحوية للبحث وتوثيقه.

5- من الضروري تنسيق البحث بالكامل بشكل جيد وترتيب المعلومات الموجودة به.

6- لابد من الاستعانة بالمصادر التي تنتمي لمجال البحث أو قريبة لمجاله. لا بعيدة عن موضوعه تماما.

7- حذاري من كتابة أسماء مصادر لم تستخدم في البحث، فهذا يعد نوعا من الغش والتدليس. وحذاري كذلك من عدم كتابة مصادر تم استخدامها في البحث.

خاتمة

كان ما سبق أهم ما يمكننا مناقشته حول توثيق الأبحاث العلمية. ربما لم نذكر كافة المعلومات المتعلقة بالأمر لقلة مساحة المقال، إلا أننا على استعداد لتلقي كافة الاستفسارات الخاصة بكم والمتعلقة بالأمر من خلال التعليقات المتاحة على الموضوع.

والتي نقوم بالرد عليها على الفور. وبهذا تحققوا استفادة جيدة من المقال. هذا ومن الممكن أيضا أن تضاعفوا استفادة أكبر عدد ممكن من جمهور الطلاب عبر مشاركة المقال على حساباتكم على مواقع التواصل الاجتماعي.

هذا وباستطاعتكم أعزائي الطلاب أن تطلبوا خدمة كتابة الأبحاث الجامعية من توبرز عبر الضغط على هذا الرابط. حيث يتوفر أفضل أنواع التوثيق للأبحاث بكافة الخطوات والسمات السابقة دون أن تبذل أنت أي جهد يذكر في الأمر.

Leave A Comment