كيف يدرك الطالب أنه قد استفاد من المنهج الذي يقوم بدراسته؟

الطالب

الطالب هو محور العملية التعليمية وهدفها الأساسي الذي لا يمكن أن تحيد عنه. لذلك فإن مقاييس درجات استفادته من المناهج التي يقوم بدراستها مهما كانت طبيعتها كانت دوما الشغل الشاغل للقائمين على تعليمه. كذلك فقد سعى الطالب نفسه منذ عقود عديدة لأن يعرف مدى استفادته مما يقوم بدراسته بشكل ما أو بآخر. وبهذا سوف يدرك بقوة ما إذا كان يستفيد حقا مما يقوم بدراسته أم أنه مجرد تضييع وقت. وفيما يلي في هذا المقال أهم المعايير التي تستطيع بها عزيزي القارئ إن كنت طالبا أن تحدد مدى استفادتك من أي منهج تقوم بدراسته. وبهذا تأخذ قرارا بإتمام دراستك من عدمه. لكن قبل ذلك دعونا أولا نتعرف سويا على مفهوم المعرفة والعلم. فهذا من شأنه مساعدتك كطالب على إدراك أهمية ما تقوم بتحصيله.

العلم

العلم هو المعرفة المصنفة، أو المعرفة المنسقة، فالعلم منهج أكثر مما هو مادة علمية. إذ أنه يعد هو المعرفة المصنفة التي قد تم التوصل إليها من خلال القيام باتباع قواعد المنهج العلمي الصحيح، حيث إنها تكون مصاغة في صورة قوانين عامة لمختلف الظواهر الفردية المشتتة.
وهو ذلك النشاط الذي نكتسب من خلاله أكبر قدر من معرفتنا بالظواهر ونمارس بواسطته الضبط والتحكم في العالم الطبيعي.

ويوجد وجهتا نظر لمفهوم العلم:

وجهة النظر الأولي:

يمكن وصفها بأنها وجه نظر استاتيكية تعتبر العلم تراكم للحقائق والنتائج التي يسفر عنها أي نشاط علمي.
أما وجهة النظر الثانية:

يمكن وصفها بأنها وجهه نظر ديناميكية بالطبع لأنها تهتم بالعملية والطريقة أكثر من اهتمامها بالنتائج في حد ذاتها.

مفهوم المعرفة

المعرفة في اللغة تعني الإدراك، فيقال عرف الشيء أي أدركه بحاسة من حواسه. ويشار إليها على أنها مجموعة المعاني والمعتقدات والأحكام والمفاهيم والتصورات الفكرية التي تتكون لدى الإنسان نتيجة لمحاولات متكررة لفهم الظواهر والأشياء المحيطة به. وبنظرة شمولية تعرف المعرفة على أنها كل ما هو معلوم لدى كل الناس أو بعضهم من مفاهيم وأحكام ومعتقدات ومعاني ومناهج وقوانين ونظريات سواء كانت يقينية أو احتمالية وسواء أكان مصدرها هو رب العزة الخالق عز وجل أو الجهد الذي قد بذله البشر على مدار مختلف العصور والأزمان التي تتعلق بكل من الإنسان والكون المحيط به.

وتختلف المعرفة عن العلم، فقد تكون العرفة علمية أو غير علمية طبقا لأساليب التفكير وقواعد المنهج التي تتبع في الوصول إليها، فإذا اتبع الباحث قواعد المنهج العلمي في التعرف على مختلف الأشياء وكذلك في الكشف عن الظواهر المتنوعة، فستصبح حينئذ المعرفة علمية. ومن ثم فالمعرفة أعم وأشمل من العلم حيث تضم معارف علمية وأخري غير علمية، وبالتالي يمكن القول بأن كل علم معرفة وليس كل معرفة علم.

المعلومات والمفاهيم

بنهاية أي مقرر يقوم الطالب بدراسته خلال فترة التعليم نجد أنه يجب أن يكون قادرا على أن:
1- يدرك المفاهيم والمحددات العلمية للبحث العلمي.
2- يفهم خطوات البحث العلمي في المادة التي يقوم بدراستها.
3- يعي قيمة البحث بالنسبة لممارسة العلم الذي يقوم بدراسته.
4- بعرف آليات البحث ومقوماته المنهجية في تخطيط البرامج والمشروعات التنموية الخاصة بدراسته.

إذا استطاع الطالب القيام بكل ما سبق فهو حقا يستفيد مما يقوم بدراسته.

المهارات الذهنية

بنهاية أي مقرر لأي دراسة يجب أن يكون الطالب قادرا على أن:
1- يحلل أسباب ومظاهر المشكلات الخاصة بدراسته.
2- يستنتج عائد استخدام المنهج العلمي في معالجة قضايا التنمية ومشكلات الدراسة الخاصة به.
3- ينقد بشكل علمي الأبحاث العلمية.
4- يفكر في الحلول لنتائج البحوث المرتبطة بمشكلات الدراسة.

المهارات المهنية والعملية للمقرر

بنهاية المقرر الذي يقوم الطالب بدراسته فإن ذلك الطالب حينها يجب أن يكون قادرا على أن:
1- يتعلم مهارة تحليل المشكلات المرتبطة بقضايا المجتمع.
2- يفرق بين المناهج العلمية وأدواتها من حيث الاستخدام وطرق تطبيقها.
3- يستفيذ من مقومات البحث العلمي في معالجة قضايا ومختلف المشكلات التنموية.
4- يكتسب مهارات تنفيذ أدوات البحث والمعايتة.

المهارات العامة كمعيار لدراسة الطالب

بنهاية المقرر أو أثناء دراسته يجب أن يكون الطالب الذي يقوم بدراسته قادرا على أن:
يتعلم دراسة المشكلات العامة بشكل منظم.
تكوين نمط التفكير بشكل علمي.

كيف يجب أن ينظر الطالب للمعرفة التي ينهل منها من خلال الدراسة والأبحاث؟

يجب أن يدرك الطالب أولا أن المعرفة عبارة عن فروع وأنواع عديدة، فهي إما أن تكون:

1- المعرفة الحسية.
2- المعرفة الفلسفية.
3- المعرفة العلمية.

أما فروعها فهي:
1- معرفة يقينية: وهي تلك المعرفة التي لاشك فيها وتمثل أعلي أنواع المعرفة وأدقها وأصدقها.
2- معرفة حسية: وهي تلك المعرفة التي تعتمد على الحواس الخمسة للإنسان لإدراك الأشياء من حوله كما هي دون البحث في علتها.
3- معرفة علمية: وهي تلك المعرفة التي تعتمد على المعلومات والنظريات العلمية المكتملة وغير المكتملة حتى تصل إلي أرقى مستوياتها إلي القوانين العلمية.
4- معرفة فلسفية: هي تلك المعرفة التي تعتمد علي العقل وحدة في تفسير الأشياء وذلك بالرجوع إلى العلل والمبادئ الأولي لتلك الأشياء، فهي تفسر لنا ما نعرفه وليس ما نجهله.

وبهذا الإدراك سوف يعي الطالب طبيعة ما يدرسه. ومن ثم يدرك كيفية الاستفادة منه.

ضرورة التزام الطالب بالمنهج العلمي

فلكي يصبح الطالب شخصا علميا بمعنى الكلمة، فعليه أن يلتزم بخطوات وطرق المنهج العلمي في الدراسة والبحث، حتى يصل إلي نتائج أكثر دقة، وهذا الأسلوب يساعد علي تركيز الجهد، واختصار الوقت، وحصر العمل في نطاق البحث والدراسة المطلوبة.
وحتى يتضح الموضوع بشكل أفضل فإن المنهج العلمي هو ذلك الأسلوب الذي يحدد الإطار العام واستراتيجية الدراسة، كما يعرف على أنه الطريقة التي يتبعها الباحث أو الطالب في دراسته للمشكلة لاكتشاف الحقيقة.

هذا ونجد أن البحث العلمي هذا له خصائص لابد وأن يلتزم بها الطالب كمعيار حقيقي لاستفادته من دراسته، فقيام الفرد بجمع الحقائق من مصادر مختلفة، وتنسيقها
بطريقة ما، لا يعتبر بحثا، إلا في حالة التزامه بتلك الخصائص:
1- يسير البحث وفق طريقة منظمة.

  • 2- يبد أ البحث بسؤال في عقل الباحث، ويظهر السؤال أو الأسئلة لدى أي فرد لأن الإنسان بطبيعته بشكل عام كائن فضولي، وهناك الكثير من المظاهر والقضايا الحياتية التي تثير التساؤلات بالنسبة له.
  • 3- يتطلب البحث تحديدا للمشكلة، وذلك بصياغتها صياغة محددة، وبمصطلحات واضحة.
  • 4- يتطلب البحث وضع خطة توجه الباحث للوصول إلي الحل فالبحث إذن نشاط موجه.

خاتمة

وإلى هنا ينتهي حديثنا حول المعايير التي يرى بها الطالب استفادته مما يدرسه من عدمه. بالطبع سوف نكون سعداء للغاية إن أعجبكم مقالنا وعبرتم لنا عن ذلك عبر التعليقات المتاحة دوما على الموضوع. أيضا من خلال هذه التعليقات أيضا نستقبل كافة استفساراتكم حول الموضوع ونقوم بالرد عليها في نفس التعليقات. وبذلك تتعاظم استفادتكم دون شك من المقال الذي نتمنى أن تشاركوه عبر كافة حساباتكم الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يعرف به ويستفيد منه أكبر عدد ممكن من الجمهور. وانتظروا مقالنا الجديد على الموقع الذي سوف نطرح فيه موضوعات في غاية القوة لا تقل في أهميتها عن موضوع هذا المقال. وشكرا لحسن قراءتكم. ولا تنسوا أنه بإمكانكم طلب خدمة تحليل المحتوى من توبرز للتعرف على مدى قيمته العلمية وأهم مميزاته وعيوبه من خلال الضغط على هذا الرابط. وهو ما سوف يجعلك قادرا على تقييم المنهج الذي تقوم بدراسته دون شك.

1 Comment

Leave A Comment